وسائل ترشيد استهلاك المياه و مخاطر الإسراف فيها
إن قطرة مياه واحدة هي الحياة مجسدة ، و هذا القول ليس مبالغ فيه أبدًا ، فكلنا نعلم مدى أهمية الماء في حياة كل إنسان ، و مدى أهميتها بالنسبة للبيئة من نباتات و كائنات ، فكل شيء حي على هذه الأرض خلق من الماء ، و هو من أكبر العناصر تواجدًا في كوكبنا ، حيث يشكل ما يقرب من ثلاثة أرباع مساحة الأرض ، على شكل محيطات و بحار ، و أنهار و آبار مختلفة ، و كافة أنواع المسطحات المائية .
و سبحان من جعل الماء محببًا إلينا ، رغم خلوه من الطعم و الرائحة و اللون ، و جعل ذلك دليلًا على مدى نقاوته و صلاحيته للاستعمال ، لأن أي تغير في مذاق أو لون أو رائحة الماء هو دليل على تلوثه ، و بالتالي عدم التمكن من الاستفادة منه أو استخدامه .
و في هذا المقال نتعرف معًا على كيفية ترشيد المياه ، و أضرار الإسراف في استعمالها ، حتى نحافظ على هذه النعمة العظيمة ، و نقدرها حق قدرها ، بما يوازي شكر الله تعالى عليها كما ينبغي أن يُشكر و يُحمد .
ترشيد استهلاك المياه
يعني مصطلح ترشيد استهلاك المياه ، مجموعة من الخطوات التنظيمية التي يتم القيام بها دوريًا ، من أجل الحفاظ على استهلاك المياه في المعدلات الطبيعية دون تبذير أو إفراط ، حتى لا يتم استخدام المياه بطرق خاطئة فيما لا فائدة منه .
و من طرق ترشيد استهلاك المياه على النطاق الحكومي و الشخصي :
- تطبيق آليات التعاون الدولي ، فيما يخص الحفاظ على المياه على مستوى العالم .
- تنفيذ التوصيات التي تخرج عن المؤتمرات العلمية ، المتخصصة في مناقشة سبل توفير المياه .
- المسارعة في إصلاح أي تلف في مواسير المياه ، الموجودة في المنازل و الشقق .
- الاهتمام بطلب خدمات الكشف عن تسربات المياه كلما تطلب الأمر ذلك .
- الحرص على إغلاق محابس المياه العمومية جيدًا ، و ذلك في حال عدم الاحتياج إلى استعمال المياه ، خاصة في حال السفر ، أو عدم المكوث في المنزل لفترة لأي سبب ، تجنبًا لأي احتمالات غير متوقعة .
من أضرار الإسراف في استعمال المياه :
- الإسراف بوجه عام في أي شيء ، هو التبذير المنهي عنه مرارًا في القرآن الكريم و السنة النبوية المطهرة ، لذا يجب الاقتصاد في استعمال المياه خاصة ، و ذلك في كل نواحي الاستخدام ، من الوضوء و الاغتسال و التنظيف العام و طهي الطعام ، فذلك يعد صيانة لنعمة الله عز و جل ، و دفعًا لغضبه ، مصداقًا لقوله تعالى : { وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27) } سورة الإسراء .
- من الشائع حاليًا أن حروب الجيل الرابع سوف تكون بسبب التقاتل على مصادر المياه ، نظرًا لحدوث ندرة محتملة في المياه مستقبًلا ، بسبب الإسراف الشديد الناتج عن الجهل و عدم الوعي بطرق ترشيد الاستهلاك ، لذا يجب الحفاظ على كل قطرة مياه بقدر المستطاع من الآن ، تجنبًا لويلات نقصها و فقدانها لأي سبب لا قدر الله .
و في النهاية نسأل الله تعالى أن يحفظ لنا نعمة المياه ، و أن يرزقنا حفظها و الشكر عليها .
يمكنك الاطلاع ايضا على : كشف تسربات المياه بالمدينة المنورة ، كشف تسربات المياه بالاحساء